وقفات من خطبة الجمعة للشيخ أسامة عبد العظيم حمزة
بتاريخ 28 شعبان
تعليقاً على الدعوة لحشد المسلمين لميدان التحرير
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]
فيه إيناس لأهل الدين بأن يكونوا في الصيام بأهل التُّقى متشبهين ، فإذا دعاك داعٍ إلى غير ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى غير ما كان عليه الأنبياء والأتقياء والأولياء وأهل الدين ، فإن حق قلبك أن ينفر من ذلك وأن يبادر بالفراق ،
فهذا الذي يدعون الناس إليه من ترك المساجد والخروج في الميادين كما طُلب ، أو كما نُدب : مِنَ الذين قَبلكم !!!
ففات في ذلك مواقع الاقتداء ، ورحل طلب الاهتداء ،
لمَّا دعوننا إلى غير فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرسلين والأنبياء ، فات الاقتداء ، فرحل الاهتداء ، فلا هدىً في ذلك .
في قوله تعالى : {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]
ü ترى خطاب الوحي مداوياً علل الناس ، ومحدداً منهج حياتهم : {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ؛ إن في تقواكم شفاء صدوركم ، وذهاب آلامكم وأسقامكم ،
إن ذلك منهج الحياة ،
إن منهج الحياة فعل تحصيل تقوى الله عز وجل ،
إن ذلك حاكماً على كل فعل وقولٍ وتصرف وإقبال وإدبار وتجمع وتفرق ، إن ذلك كله مقيد بذلك القيد : {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} .
ý فلما حصل التفتيش فيما حصل عليه ذلك الحشد ، وذلك النداء ، لم يكن من تلك الأغراض الظاهرة أو الباطنة {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ،
لما جمعوا الناس ورحلوا بهم من المساجد إلى مواقع السخط والغضب الإلهي ، لم يملكوا من البجاحة حتى أن يقولوا {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} ،
فإن ذلك ليس من أسباب {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}
إن ذلك استعراض قوة ،
إن ذلك تنفيذ مؤامرة ،
إن ذلك تحقيق لغرض الآخرين ،
وفي ذلك النداء كذلك ردٌ على المقتحمين على الدين ، والمتسمين باسمه من غير استحقاق له ، ولا أهلية لتمكينهم ،
وفي هذه الآية يبين الله وسائل السعادة ،
فإن من وسائل السعادة عبادة الله ؛ من الصيام وما يكون من جنسه من الصلاة والاعتكاف والقيام وغير ذلك .
فظهر بذلك سبب زيفٍ آخر يرحل القلب به عن طاعة أولئك وعن الميل إليهم ، بل وعن الحنين إلى فعلهم ،
إن ذلك الفعل ليس بأمر الله ، ولا بإذن رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا كان ذلك على تشبه بالأنبياء والمرسلين ، ولا كان ذلك لتحصيل تقوى الله التي تعني خشيته والخوف منه ، فإن الذي هم فيه سببٌ إلى نقمة الله وعذابه .
وقفة ثانية :
ü وإذا كان الله قد قال عن الصيام {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184] ، فإن ذلك لتشويقك له ، وليخفَّ عليك مؤنته ،
وكذلك رحمة بالضعفاء والمساكين ،
ý وأما أولئك : (الذين دعوا) الناس للخروج ليكونوا في رصد أعداء الدين وفي حساب المشركين ليعدوا لتلك الجموع عدتها ، خاب سعيهم ، ووضل كسب أولئك الدعاة إلى غير الدين .
ü {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [البقرة: 184] : على قلبك ميسورات ،
ý وأما خروجك هناك فإذا أخطار غير محدودات ، حيث يتجمعون في مكان حصلت فيه من قبل مغاضب رب العالمين ؛
أليس في ذلك الميدان المشؤوم حصل فيه تعاطي المخدرات ، وحصول مقدمات الزنا ، وتكميل تلك الجرائم الموبقات ؟؟؟؟؟
أليس قد حصل في ذلك الميدان المشؤوم : الكفر والشرك ومخالفة الدين ، ومحاربة رب العالمين ؟؟؟؟؟
فكيف يأنس القلب بذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟
خفَّت عليك الأيام المعدوات ، لكن لا يخفُّ عليك أن تصير في موقع فيه غضب الأرض والسماوات ، وأن تجتمع مع أولئك اللئام والفجار والكفار في موقع يُخشى فيه عقوبة الله وبطشه .
وقفة ثالثة في قوله تعالى : {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 184]
ü إن الوحي أجَّل الصيام للمسافر والمريض ،
ý وأنتم أيها الدعاة المغرورن لماذا لم ترحموا ما في الأمة من الأمراض ؛ من أمراض الكبر والغرور الذي بدا في تعاملكم أنتم غلبة ذلك عليكم ،
من كبركم وغروركم ،
ومن جهل بالتوحيد وتضييع الفرائض والشرائع ،
أليس حق ذلك إذا استضأتم بالوحي أن تؤجلوا تلك المواجهة !!!!!!!!!!
فإن الأمة على مرض وفي سفر ؛
إن الأمة مسافرة عن الآخرة ، وعن رغبتها ،
إن الأمة مرضت بحب الدنيا والشغف بها ،
كم في الأمة من المسافرين بأجسادهم بعدما رحلت عن الآخرة قلوبهم ونياتهم ،
ألا تعتبرون ما اعتبر الإله !!!!
ألا ترحمون الأمة من مواجهة ومنازلة ومصارعة لا تقدر عليها !!!!!
وقفة ثالثة في قوله تعالى : {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: 184]
ü فالذي لا يقدر على الصيام لكبرٍ أو مرضٍ أباح الله له الإطعام للمسكين ؛ رحمة من رب العالمين .
ý وأما أولئك ففاتهم الرحمة : أن يرحموا أنفسهم ، أو أن يرحموا الأمة بأن يجعلوا من بديل لذلك الاختيار ،
ü أما الصيام فاختيار مقدس ، وفعلٌ موقرٌ معظم ،
ý وأما اختيار أولئك في جمع الأمة كالقطيع ، وسوقهم إلى حيث يجهلون ؛
إلى حيث لا يعلمون ؛
إلى حيث لا يريد رب العالمين ؛
لم يجدوا بديلاً من فعلهم ،
ü وقد جُعل بديل الصيام للعاجز عنه فدية طعام مسكين ، فأرحِم بشرع رب العالمين ، وأَحْكِم بما قضى الله عز وجل لأهل الدين .
ý أما أولئك لم يجعلوا عوض الوقوف بديلاً لنصرة الدين – زعموا ذلك .. نصرة الدين !!! - ، وأخطأوا وضلُّوا ،
بل ذلك تنفيذ مخطط الكافرين .
وقفة رابعة : {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 184]
ü حق ذلك النداء أن يصل إلى الواقفين هنالك ، فخيرٌ مما تفعلون : أن تصوموا وتركعوا وتسجدوا ، وأن تعبدوا الله وتوحِّدوه .
وقفة خامسة : {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [البقرة: 185]
ü شوق الله القلوب إلى ذلك الزمان ، فذلك الزمان فيه إنقاذ البشر ، وإخراجهم من الجهل إلى العلم ؛ من الكفر إلى الإيمان ، ومن الشرك إلى التوحيد ،
فما أحسن ذلك الزمان ،
ý إن ذلك ليردنا إلى الواقفين هنالك ، أليسوا يعظمون من الأيام ما ظنوا فيه رحيل الطغيان ،
إن ذلك وهمٌ ليس حقيقة ،
ظنوه رحل ؛ لم يأت بعده لا العدل ولا الرحمة ولا الإحسان .
إن الانشغال بتبجيل تلك الأيام ، أو ذكر ذلك الزمان بغير ما يستحقه من كراهة ومقت ومن انتقاص ؛ إن ذلك من خللٍ في الدين ،
ü إن الشعور الصحيح أن تحب رمضان ، وأن تكره زمان غلبة المفسدين ؛ أن تكره زمان بلبلة أهل الدين ؛ أن تكره ذلك الزمان الذي يعظمونه ، وأن تكره ذلك الموعد الذي يوقرونه ،
ü إن المناسب الآن شغل الناس بالصيام والقيام وقراءة القرآن ،
ý ليس مناسب الآن ما يفعله أولئك الحيارى الذين يتبعون الغرب .
وقفة سادسة في قوله تعالى : {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]
يردُّ على الواقفين هنالك : أنتم تستعرضون قوتكم ، وفي ذلك لفت نظر عدوكم فأيُّ يسر على الأمة في ذلك !!!!
أليس حقكم أن تلحظوا ما في التنزيل : {وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} [الأنفال: 44] !!!!!
ü إن مراد الشرع ألا نكون في أعين الكافرين كثيرين ؛ إن ذلك يستخرج حيلهم في حربكم ؛ إن ذلك يستدعي عقولهم لقصد ضرركم ؛
ü إن جموعكم التي يجمعكم بها الدين جموع يسرٍ مكلوءة برب العالمين ؛ محفوظة بأجناد السماء أجمعين ، ومهما نظر الكفار إليها - وإن عظمت – ارتدت تلك الأبصار خاسئة حسيرة محسورة مغلوبة .
ý أمَّا ذلك الجمع الآثم الجاهل المغرور فقد فوَّت مراد الدين ، وفاته حراسة رب العالمين .
أما كان حقكم أيها الدعاة المغرورون أن تعقلوا قول يعقوب لبنيه : {لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ} [يوسف: 67] ،
ü إن هذه القوة لو كانت قوة الدين على الحقيقة كانت الحكمة في إخفائها ، وكان العقل يقتضي التريث في زمان استعمالها ، وكانت الرحمة تستوجب عدم النظر إليها ،
{وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} [التوبة: 25]
ý وأنتم أيها الحاشدون للناس المخرجون لهم من المساجد : هل يملك أحدكم قلبه أن تعجبه هذه الكثرة ، وقد أعجبت الكثرة من هو خيرٌ منكم ؟؟؟؟
أعجبت الصحب الكرام ، فما كان مآل ذلك ؟؟؟
فلم تغن عنكم شيئاً .
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} [البقرة: 185] : أفدت من ذلك أن من كلمك عن الله وبالله فإنه يريد بك اليسر ، ومن كلمك عن نفسه أو عن عقله أو عن مراد المجلس العسكري أو مواجهة الكفار بحيلته ؛ فكل ذلك لا عن الله ، ولا من الله ؛ إن ذلك هو العسر .
وقفة سابعة : {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185]
إن الأمور عند الله بأزمان موقتات ومُددٍ معلومات ، فلا يحق الاستعجال ، ولا مخالفة تلك السنن ، ولا قصد اختراق ما كان معلوماً من أفعال الله وأحكامه .
ü ولتكملوا العدة : وكأن الأمة محتاجة أن تكمل مدة استعدادها ؛ مدة تعبيدها ،
إن المدة بعدُ لم تكمل ولم تتسم ،
إن الأمة لم تزل جاهلة بالله غير موحدة له .
ý إن الذي ترومونه ، أليس يستند إلى الصلاة والصيام والحج والطاعة والخشية والإنابة !!!!!!!!
إن ذلك لم يحصل ،
إن ذلك يعني أن عُدة الزمان لم تتم
يا أيها المغرورون المتكبرون المستعجلون
ü إن أمامنا عدة أيام معلومات كتبت علينا لإيصال هذه الأمة لتوحيد الله وعبادته ،
ý إن فقد ذلك يعني خلل ما يصنع الواقفون هنالك وضلاله وفساده وكونه ليس من الدين
"نداء للمنسوبين إلى الدين"
إذا كان هؤلاء الواقفون في ميدان التحرير تركوا الراحات وأماكن المألوفات لذلك الغرض الفاسد ، والفهم الفاسد فأين أنت ؟؟؟
ماذا صنعت فيما ظننت هدى ؟؟؟؟
بقيتَ !!!!!!!
ماالذي نصنعه نحن للدين إذا كان الآخرون تركوا السعي للدين !!!!!!!
الفتاوى
س : هل الاحتجاجات والاعتصامات أمام المجلس العسكري للمطالبة بتحقيق المطالب المشروعة من الشرع بمكان أم ماذا ؟
ج : إن حق من يطلب أن يطلب ممن يملك ، فهؤلاء جهلوا وعموا وضلوا عن كون المجلس العسكري بشراً مخلوقين وعبيداً مربوبين مقهورين ، ما الذي خوفهم أن يسألوا رب العالمين !!!!!
فلو سألوا رب العالمين وقاموا بحق ذلك السؤال ، ثم ذهبوا إلى المجلس العسكري وأخبروه فعساهم أن يدركوا حاجتهم ،
لكن لما سألوا من لا يملك كان ذلك نهاية الجهل وخلاصة الضلال .
س : أليس الأمة لا تجتمع على ضلالة ، فهل ما حصل في الميدان إجتماع للأمة ؟
ج : إن الأمة لا تجتمع على ضلالة صحيحٌ ، ودل على ذلك الأخبار المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وشرط ذلك إنما يكون للمستكملين لشرائط التقوى ؛ المستجمعين لأدوات النظر والاجتهاد ، فإذا أجمع المجتهدون على شيء ، كان ذلك إخباراً عن الوحي ، وكان ذلك لا يقاربه الضلال ، ولا يحوم حوله ، أما الذي نحن فيه فلا يصدق عليه كونه إجماعاً ، فليس القائم على هذه الدعوة والمتزعمون لهذه الفكرة مستجمعين لأدوات النظر والاجتهاد ، بل هذه خرافة ، ثم كيف يوصف أحدهم بالتقوى مع كونه يجلس أمام المذيعة المتبرجة والمرأة الخليعة الفاجرة ؟؟؟
فات وصف التقوى
أم يكون وصف التقوى في ذلك الملتحي الذي يقوم يلقي بياناً ليعقب عليه القسيس والمطران ليصدِّق على مقاله ،
راح وصف التقوى
أين التقوى ؟؟؟
هل تجدها في الأحزاب التي تسوي بين الإيمان والكفر ، وبين التوحيد والشرك ؟؟؟؟؟
زالت التقوى ،
فهؤلاء لا تستطيع أن تصفهم بأنهم علماء الأمة ولا مجتهديها ولا بررتها ، ولا أتقيائها ،
بل تجعل قولهم قرار عقلهم ، ومظهر حكم الله عليهم بالحمق والجهل والعقوبة ،
ولا حول ولا قوة إلا بالله .
س : إن ما زال يقول بعدم جواز الخروج على الحكام إنما هم من رُبُّوا على كراسي أمن الدولة ، ولم تمتد إليهم أيدي الأذى
ج : إن الذي يقول بعدم جواز الخروج على الحكام إنما هم الأئمة الكرام والمتبوعون العظام ، وسلف الأمة من لدن الصحابة والصالحين والتابعين .
فقولك هذا بأن أمن الدولة لم يتعرض لهم ، هذه قلة أدب ،
هذا هو معتقد أهل السنة الذي دلت عليه نصوص الشرع الناصعة الواضحة القاطعة ،
فهل من قال بما قال به الأئمة المتبوعون أبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد والصحابة والتابعون يصير تبع لأمن الدولة ؟؟؟؟؟
دي أمن الخيبة على من قال بغير ذلك .
س : إذا كانت مطالب الشعب لا تتم إلا بهذه التظاهرات فما عسى أن نفعل حتى تتم حقوق الشعب ؟
ج : اسم الله عليك ، شعب إيه وزبالة إيه ،
الكلام ده يا بني تقوله في ميدان التحرير وسط عيال صُيَّع ، أنا أتكلم الآن على الآخرة ؛ أن تحيا على قول لا إله إلا الله ، وتموت عليها ،
تقول الشعب !!! ومطالب الشعب !!!!!
الشعب في جهنم إذا كان لا يعبد الله ولا يعرفه ، ومطالب الشعب إذا كانت غير عبادة الله فهي مطالب حقيرة ،
هذه الكلمة : "مطالب الشعب" ليست كلمة شخص متدين يا بني ،
شعب إيه !!!!!!
ما مرادك من الدنيا ؟؟؟
الفلوس ؟؟؟
أن تأخذ الأشياء التي أخذها حسني مبارك ؟؟؟ أو مطالبك أن تنجو وأن لا تدخل النار ؟؟؟؟
لو أنت موحد ، فليس لك إلا مطلب واحد : أن تنجو من عذاب الله ،
لكن لو فات التوحيد ، ظللت مشغولاً بمطالب الشعب ، والأمة ، والدستور ، والزبالة ،
كله كلام فارغ .
س : ألا نعذر هؤلاء الداعين الذين زلوا بهذا الفعل المشؤوم ، ولا نصفهم بالكبر والغرور ؟
ج : أي بُنَيَّ لو زل أولئك الداعون لهذا الفعل المشؤوم فما الذي غرهم بأنفسهم ؟؟ ما الذي فرَّحَهم بقولهم ؟؟؟
كان حقهم أن يراجعوا من هو أكبر منهم سناً ،
أليس كان حقاً عليهم أن يستأنسوا بمقال غيرهم ؟؟؟
ما الذي فرحهم بقولهم ؟؟؟ أليس ذلك حقيقة الغرور ؟؟؟؟
أليس ارتفاعهم أن يقعدوا مقعد المتعلم قبل أن يقعدوا مقعد المُعلم ؟؟؟
أليس هذا ضرباً من الكبر ؟؟؟؟
تكبر أن يتعلم ، وتستكثرُ أن تصفه بالكبر !!!!
ثم هو تصرف في غيره ، وهو قاصر أن يتصرف في نفسه ،
كل من دعا إلى هذا الفعل المشؤوم لو رام أن يتصرف في نفسه لمنعه الشرع من ذلك ، فكيف يتصرف في الآلاف وعشرات الآلاف ، ومئات الآلاف ؟؟؟؟
حسبنا الله ونعم الوكيل ،
ليس شيء أقبح من ذلك الكبر ، ولا أضر من ذلك الغرور .
س : هل يليق بنا أن نضع الواقفين في الميدان في سلة واحدة مع الكافرين والمشركين والفاسقين ؟
ج : أليس قد جمعهم ومكان واحد ؟؟
سلة واحدة !!!
(فين السلة اللي هتشيل دول يا خويا ؟؟)
فهؤلاء ذهبوا وأووا حيث أوى الكافرون والفاسدون والمشركون ؛ ذهبوا إلى حيث يتعاطى المخدرات ، ويحصل التواطؤ على الزنا والفسوق والإجرام والعصيان ، فماذا تقول في هؤلاء ؟؟؟؟
أما في سلة واحدة فهذا في عقلك أنت ، لكن الواقع أنه ليس ثم سلةٌ تسعهم ،
والمقال الذي سمعته فاغتظت منه ليس فيه التسوية إلا التسوية في ظاهر الحال ، وهذا يعني أن العذاب إذا نزل عمَّ الجميع ، أليس كذلك ؟؟ ويبعثهم على نياتهم .
أنت حزين عليهم ؛ حيث صاروا إلى ما يُرضي الله تعالى ، أم صاروا حيث تنزل اللعنات ؟؟؟؟
أليس العيال الماجنون هنالك يكفرون ، وقعدوا هنالك لحرب الشريعة ودفع مراد الله عز وجل من عباده ؟؟؟؟
هل تتوقع أن تنزل الرحمة على هؤلاء ؟؟؟؟؟؟
س : قيل إن الخروج في ذلك اليوم هو من مصلحة الدين ، ومن المصالح المرسلة ؟؟؟
ج : أي واحد يقول إن ذلك من مصلحة الدين يكون قوله مقدساً !!!!!!
لا ، من كلمنا عن الله وبالله قَبِلنا ،
أنت تقول لنفسك مصلحة الدين ، وغيرك يقول هذا ضرر الدين
يقول السائل : فإن هذا من المصلحة المرسلة كما يقولون
ولو سألته عن المصالح المرسلة واختلاف فقهاء الأمصار فيها لما استطاع الجواب ، ولو عقدت له امتحان آخر السنة هيسقط فيه .
س : استشهد البعض بواقعه لسيدنا عمر أنه أخذ الجيش عند الكعبة ، وأخذوا يكبرون استعراضاً لقوتهم أمام العدو .
ج : إن ثَمَّ مقدمات لا بد من استيعابها ،
أولاً : لا بد أن تتحقق من صحة الإسناد ،
فإذا تحققت صحة الإسناد ، وجدت ذلك فعل الصحابة ، فلا هو فعل المعصوم ،
فلو وجدت قولاً للنبي صلى الله عليه وسلم لاستمد هذا الفعل منه قوة ،
لكن ذلك بمجرده لا عموم له ؛ لا يزيد عن كونه واقعة حال ؛ يتطرق إليها الاحتمال فيكسوها ثوب الإجمال ، فيسقط بها الاستدلال ؛ لا حجة فيها ،
إنها واقعة حال .
ولكن لمن ؟؟
لمن يقرأ ولمن يفهم ،
لكن هيضحك عليك ويقول لك مش عارف إيه ،
فقل له : هيهات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق